المعمورة : مدينة لم تعمر طويلا
المعمورة : مدينة لم تعمر طويلا حظيت المعمورة بمكانة، خلال العصر الموحدي، غير أن هذه المدينة لم تعد قادرة بعدهم على القيام بالأدوار التي كانت تضطلع بها. أهم ما يطبع المعطيات المصدرية عن «مدينة» المعمورة خلال العصر الوسيط هو قلتها، وتكرراها نتيجة عملية النقل من مصدر لآخر خاصة الجغرافية منها. وهذا القليل بدوره، يكتنفه الغموض. كما أن الأبحاث الأركيولوجية عن الموقع لم تعرف تطورا ذا بال. وعليه، تبقى العديد من المعطيات عن المعمورة مضطربة. إشكالية التأسيس والتسمية انعكست قلة المادة التأريخية والأركيولوجية عن المعمورة على التحديد الدقيق لزمن التأسيس، فطرحت فرضيات عدة في هذا الإطار، جلها إن لم نقل كلها لا دليل يثبتها. ومن تلك الفرضيات، إرجاع تأسيسها إلى زمن الأدارسة خلال القرن 3هـ/ 9م، وإن كان هذا الأمر تعوزه أية إشارة إلى المعمورة في مصادر العصر الوسيط التي اهتمت بالأدارسة. وهناك من يفترض تأسيسها خلال عهد المهدي الفاطمي بواسطة أحد عماله في المنطقة خلال منتصف القرن 4هـ/ 10م، وهذه الفرضية بدورها لا دليل يدعمهما. وهناك رواية متأخرة، جدا، لأبي القاسم الزياني (ت. 1249هـ/ 1833م) في «الترجمان